إرث شوبان الموسيقي، يغري الكتاب والمؤرخين لتحليل موسيقاه التي أثرت على ثقافات الشعوب وقام الدكتور فوزي الشامي في كتابه شوبان على ضفاف النيل الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب، برصد حياة شوبان شاعر البيانو البولندي، وأحد أهم المؤلفين في القرن التاسع عشر، والمولود في قرية بإحدى ضواحي العاصمة وارسو عام 1810 وقد رحل عن وطنه مرغماً، على أمل العودة إليه يوماً ما.
كانت بولندا حين رحيله عام 1830 بركاناً يغلي بالثورة والمقاومة المسلحة، سعياً إلى تحرير الوطن من الاحتلال الروسي، ولم تعد مكاناً ملائماً لفنان، فلم يكن أمامه إلا أن يحمل السلاح أو أن يرحل ليواصل إبداعاته بعيداً في هدوء.
في مشهد وداع حزين، أهدى إليه الأصدقاء لفافة بها حفنة من تراب الوطن، آملين منه أن يرفع اسم بولندا وقضيتها في أنحاء العالم، فرحل إلى فيينا وهناك وصلت إليه أنباء سحق الروس لرجال الثورة ضد القيصر.
يذكر المؤلف أنه منذ ثلاثينات القرن الماضي حتى الستينات. وفي قلب القاهرة بالقرب من المتحف المصري العريق في شارع شامبليون المتفرع من ميدان التحرير ومن داخل المنزل رقم 5 العتيق، كانت تنبعث يوميا موسيقى شوبان من بين أنامل التلميذات والتلاميذ والمعلمين بداخل المعهد الصغير الذي كان يحمل اسم صاحبه تيجرمان وهو عازف ومعلم بولندي الأصل. وكان من الممكن الاستماع إلى الموسيقى نفسها من خلال أسطوانات الفونوغراف أو الجرامفون داخل كبائن الاستماع المعدة لذلك في المكتبة الموسيقية التي يطلق عليها مكتبة الفن في المنزل رقم 7 المجاور مباشرة.
في عام 1949 وفي مناسبة يوم ذكرى وفاة شوبان، عزف تيجرمان مع أوركسترا الإذاعة المصرية الكونشرتو الأول لشوبان وبذلك يصبح هذا الحفل هو الثاني بعد الاحتفال الذي أقامته الجالية الأرمينية في نادي جوجيان في المناسبة نفسها وبعد ذلك بعدة
وتعد مارسيل متى أبرز تلامذة تيجرمان، التي استكملت دراستها في إيطاليا وعادت لمصر لتصبح أحد أبرز المتخصصين في موسيقى الحجرة وبرعت في نقل موسيقى شوبان للأجيال الجديدة كما تعد أول صوليست مصرية تصل للعالمية عبر هذا اللون من الموسيقى.
أيضا من أبرز الموسيقيين المصريين الذين لهم إسهامات كذلك في نشر موسيقى شوبان في مصر وخارجها عازف البيانو المعروف رمزي يسى الذي عزف الكونشرتو الأول لشوبان بمصاحبة أوركسترا الأوبرا السيمفوني تحت قيادة المايسترو جيكا زدرافسكوفيتش بدار الأوبرا المصرية عام 1966.